في تعاون يجمع بين الشرق والغرب، جاءت شراكة الهيئة الملكية لمحافظة العلا مع معهد الشرق الأوسط لتنظيم جلسة حوارية تسلط الضوء على مبادرات العلا في الفن المعاصر. حضرها عدد من المفكرين، والقيّمين، والفاعلين في مجالات الفن والتراث من مختلف أنحاء العالم، ليصغوا إلى حكاية وادي الفن، وإلى القصص التي بدأت تتشكّل بين رماله وتضاريسه.
تقدّمت نورا الدبل، المديرة التنفيذية للفنون والصناعات الإبداعية في الهيئة، الحديث إلى جانب الفنانة منال الضويان، إحدى أبرز الأسماء في المشهد الفني السعودي المعاصر، وواحدة من أول خمسة فنانين تمت دعوتهم لخلق أعمال فنية خالدة في وادي الفن. شاركهم الحوار كل من إيوونا بلازويك، رئيسة لجنة الخبراء للفنون العامة، ونيفيل ويكفيلد، المدير الفني لمعرض ديزرت X، بينما تولّت إدارة الجلسة كيت سيلي، نائبة رئيس معهد الشرق الأوسط.
كان النقاش مساحة للتأمل في الطريقة التي يُعيد بها الفن المعاصر تشكيل العلاقة مع المكان، وكيف يمكن لعمل فني أن يُضيف طبقة جديدة إلى ذاكرة العلا الثقافية. البداية كانت مع صحراء X العلا، الذي انطلق عام 2020 وضم في دورتَيه أعمالًا لعدد من الفنانين العالميين. من بين تلك الأعمال، يظل عمل منال الضويان "يا ترى هل تراني؟" قائمًا حتى اليوم في حدائق فندق هابيتاس، كإحدى علامات اللقاء بين الفن والطبيعة.
امتد الحوار ليشمل مفهوم "الفن في قلب الطبيعة"؛ ماذا يعني في سياقنا؟ وما الذي يميّزه في العلا؟
الحديث لم يكن عن الفن فحسب، بل عن التجربة الإنسانية، عن تفاعل الفنانين من ثقافات وأجيال متعددة مع طبيعة العلا وجغرافيتها وآثارها وبيئتها، وكيف تتحوّل هذه الأرض إلى مصدر إلهام وحيّز للتجريب، وموطن لرؤى تتجاوز اللحظة.