ضمن فعاليات مهرجان فنون العلا 2025، يُقدّم وادي الفن معرضًا خاصًا بعنوان "وادي الفن يقدّم جيمس توريل"، يحتفي فيه بأعمال أحد أبرز روّاد فن الضوء والفضاء على مستوى العالم. يُقام المعرض في الفترة ما بين 16 يناير و19 أبريل 2025، ليمنح الزوّار تجربة استثنائية تُعيد تعريف العلاقة بين الضوء، والفراغ، والحسّ البشري.

يشرف على تنسيق المعرض القيّم الفني المستضاف مايكل جوفان، المدير العام التنفيذي لمتحف مقاطعة لوس أنجلوس للفنون (LACMA)، الذي سبق له أن أشرف على المعرض الاستعادي الكبير لأعمال توريل في عامي (2013–2014). ويهدف هذا المعرض إلى تسليط الضوء على المسيرة الفنية لتوريل، وربطها بمشروعه الطموح المقرّر تنفيذه في وادي الفن، عبر مجموعة من الأعمال التركيبية، والنماذج، والمخططات، وخرائط الكواكب التي رسمها بنفسه لتجسيد رؤيته للعلا.

تُقدّم هذه النماذج لمحة أولى عن مشروع توريل المخصّص لوادي الفن: سلسلة من الغرف الضخمة المتناثرة داخل أرض الوادي، تُصمَّم لتثير تفاعلًا حسيًا عميقًا مع الضوء، واللون، والإدراك.

عبر سلسلة من الأنفاق والسلالم، يستكشف الزائرون العلاقة بين السماء والأرض، ويتأملون الضوء بوصفه مادة حاضرة ومتغيّرة في آنٍ معًا. ليست الرؤية في هذا المشروع مجرّد وظيفة بصرية، بل حالة وجودية تستدعي التأمل وتحمل أبعادًا روحية.

يضمّ المعرض أربعة أعمال رئيسية من مقتنيات الهيئة الملكية لمحافظة العلا ومجموعات خاصة، تُبرِز تمكّن توريل الفريد من تطويع الضوء كوسيط فني. في أحد أعماله، يُشبّه التجربة بـِ "فكرٍ صامت ينبثق من التحديق في النار"، حيث تتحوّل كل قطعة إلى حالة من التأمل في جوهر الإدراك.

من أبرز المعروضات:
"أَلتا" (1968): عمل إسقاط ضوئي يحوِّل زاوية مظلمة إلى هرم مضيء، حيث يبدو الضوء الوردي البنفسجي صلبًا رغم طبيعته اللامادية.
"جوبيلي" (2021): شاشة زجاجية دائرية تتبدل ألوانها بهدوء ساحر، من القرمزي العميق إلى الأزرق الجليدي، بطريقة يصعب تتبّعها رغم التحديق المستمر.
العين السماوية أو الأوكولوس، التي ستُثبَّت في وادي الفن، تُجسّد قرصًا ضوئيًا يبدو كأنه نافذة إلى عالم آخر.

عمل من سلسلة "ماغناترون"، يُعيد توريل من خلاله استحضار لحظة الطفولة حينما كان يلمح ومضات شاشات التلفاز من بين نوافذ المنازل المجاورة.
وأخيرًا، أعمال من سلسلة "الهولوغرام"، تكشف عن أشكال هندسية مضيئة تبدو وكأنها تسبح في الفضاء، معلّقة بين الضوء والعدم.

"كانت زيارتي الأولى لموقع 'وادي الفن' في عام 2020، وقد أدهشني التشابه الكبير بين التكوينات الصخرية الرملية هناك وتلك الموجودة في ولاية أريزونا. لطالما كنت على دراية بهذا النوع من التضاريس، والغريب أنني شعرت وكأنني في موطني أثناء العمل في هذا الموقع. يتضمن المشروع الذي تصوّرته لـ'وادي الفن' تصميم مساحتين «سكاي سبيس» كبيرتين وأخريين صغيرتين، تُظهر كل منها جانبًا مختلفًا من السماء. وتتفاعل جميع هذه المساحات مع الضوء الطبيعي في المنطقة. فالضوء في العُلا ينبع من هواءٍ صحراويٍّ جافٍّ قليل الرطوبة، الأمر الذي يمنح السماء ضوءًا نقيًا وواضحًا".

جيمس توريل

مايكل غوفان هو المدير العام التنفيذي ومدير واليس أنينبيرغ في متحف مقاطعة لوس أنجلوس للفنون. منذ انضمامه إلى متحف مقاطعة لوس أنجلوس للفنون في عام 2006، أشرف على تحويل موقعه الذي تبلغ مساحته 20 فدانًا بفضل مجموعة من المباني من تصميم رينزو بيانو وأعمال فنية ضخمة من تصميم آي ويوي وكريس بيردن ومايكل هيزر وروبرت إروين وباربرا كروجر ويوشيتومو نارا وغيرهم.

كما سعى إلى تحقيق رؤيته المتمثلة في تفاعل الفنانين والمعماريين المعاصرين مع المجموعات التاريخية للمتحف، كما يتضح من تصميمات القاعات والمعارض، بالإضافة إلى برنامج الفعاليات بالتعاون مع الفنانين والمعماريين. علمًا أن المتحف يعمل حاليًا على بناء مبنى جديد لاحتضان مجموعته الفنية الدائمة بتصميم المعماري بيتر زومثور الحائز على جائزة بريتزكر. وتحت إدارة غوفان، اقتنى المتحف ما يقرب من 44 ألف عمل فني، مما أدى إلى توسيع مجموعته لتشمل أكثر من 150 ألف عمل فني من أمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا والشرق الأوسط والمحيط الهادئ.
 

يقام المعرض ضمن مساحتين داخل حيّ الجَدِيدة للفنون، في البلدة القديمة التاريخية بالعُلا، ويأتي ضمن مهرجان فنون العُلا الممتد من 16 يناير حتى 22 فبراير 2025.