«ذكرى» حين يلتقي الماضي بالحاضر

عملت منال الضويان مع حرفيين من أنحاء العلا لتصميم الأزياء واللافتات، في تعاون يدمج الحرف التقليدية بجماليات معاصرة، مستخدمةً أصباغًا وألوانًا طبيعية صُنعت في مدرسة الديرة، وهي أول مركز للفنون والتصميم في العلا، لتعكس تنوّع ألوان المشهد الطبيعي. وتمتد الجماليات البصرية إلى تفاصيل الملابس، واللافتات، والمكياج، والحلي، المستوحاة من الزخارف النبطية والتكوينات الهندسية التي تعبّر عن رمزية الأدوار والمؤدّين.

يأتي عمل "ذكرى" تأكيدًا على التزام العلا بجميع أجيال المجتمع المحلي، وتعزيز التنمية الثقافية من خلال الحركة، والموسيقى، والتصميم. يستوحي العرض جذوره من التقاليد المحلية، ويشرك شباب المبدعين السعوديين عبر ورش عمل وجلسات تدريبية نظّمتها فرقة أكرم خان بالتعاون مع منال الضويان. تتضمّن المقطوعات الموسيقية تسجيلات حية لعازفين محليين وأصوات من أهالي العلا، الذين سيكون لهم دور أساسي في الموكب الافتتاحي للعرض. ويشكّل البرنامج مساحة للقاءات فنية تُلهِم البيئة الإبداعية المحلية، وتحفّز الأجيال الصاعدة على الانخراط في مسارات الفن. وقد تولّى تنسيق الورش المجتمعية الفنانان جمانة الرفاعي وبلال علاف.

"ذكرى" عمل يحتفي بالفكرة القائلة: "من لا ماضٍ له، لا مستقبل له."وقد كُلّف هذا العمل الفني من قبل وادي الفن ضمن برنامج العروض الأدائية المخصصة للموقع، الذي سبق أن قدّم عروضًا رائدة مثل المسرحية الموسيقية "تِسع أغانٍ" لفرقة فنلينغ، إلى جانب عروض أدائية لكل من عهد العمودي، عفراء عتيق، محمد الفرج، وموزة المطروشي.بعد عرضه الافتتاحي في العلا، سينطلق "ذكرى" في جولة دولية باعتباره أحد الإنتاجات الرئيسية الجديدة لفرقة أكرم خان في عام 2025، حيث سيُعاد تقديمه كعرض داخلي، ليحمل من خلاله إرث العلا وثقافتها إلى جماهير جديدة حول العالم.