قبل أن يتبوأ مكانته كفنان، كان أحمد ماطر يمارس مهنة الطب، لينتقل بعد ذلك إلى توظيف ذكائه الفني في توثيق وتحليل مجتمع المملكة العربية السعودية المعاصر. أحدث عمل فني له، يحمل عنوان "أشهب اللال"، والذي يستكشف من خلاله المساحة الكامنة التي تربط بين التصوّر الشخصي والحقيقة الموضوعية، وذلك من خلال إحداث سراب يتسلل وسط كثبان التلال الرملية.

يتمحور العمل حول فتحة دائرية عملاقة تتواجد على أرض الصحراء، يوجد تحتها غرفة تقوم بعمل "آلة ابتكار السراب". لقد استوحى أحمد ماطر عمله "أشهب اللال" من روائع الأدب البصري الذي أنتجه الحكيم العربي ابن الهيثم في العصور الوسطى، حيث قام بتعريف خواص الضوء والإدراك لأول مرة. يتوجه الزوار نزولًا عبر الأنفاق إلى غرفة ماطر الدائرية تحت الأرض، حيث تتحول صورتهم إلى سراب يحوم فوق أرض الصحراء، مما يعكس تجربة ترتقي بالروح والحواس إلى آفاق سامية.