تعمل هؤلاء الحرفيات والمصممات على إدماج الحرف التقليدية بأفكار عصرية جديدة، مما يبرز دور التفاني والروح المجتمعية في حماية التراث العريق.

من خلال سرد قصصهن، نشهد على الانسجام المتناغم بين الشغف الشخصي والإرث الثقافي، حيث تجسد كل قصة خيطاً مميزاً في نسيج غني يعكس جزءاً من تاريخنا المشترك.

فائزة علي المنصوري:

 

نسج الشغف والتقاليد في حرفة الخوص


في أعماق العلا، حيث تتناغم التقاليد مع التاريخ العريق، وجدت فائزة علي المنصوري شغفها في حرفة الخوص. نشأت فائزة في بيئة تحتضن الحرف التقليدية، وكان لها نصيباً من تراث والدتها التي كرست حياتها لحرفة الخوص. ورغم أن مسيرتها المهنية ابتدأت في مجال التدريس كمعلمة للاقتصاد المنزلي والتربية الفنية، إلا أن عشقها الحقيقي لهذه الحرفة كان يترقب لحظة الانطلاق.

قبل عقد من الزمن، بدأت فائزة ممارسة حرفة الخوص كهواية تُعبر فيها عن شغفها. ولكن بعد تقاعدها، أخذت هذه الهواية منعطفاً جدياً نحو الاحتراف، فانطلقت في رحلة تطوير مهاراتها عبر الالتحاق بدورات تدريبية متخصصة. سرعان ما أُثني على إبداعها وتم اختيارها كمدربة في مدرسة الديرة، لتصبح اليوم واحدة من أبرز المدربات في هذا الفن الذي يعود أصله إلى التراث السعودي.

مدرسة الديرة لم تكن مجرد مكان تعليم لفائزة، بل كانت محط ذكريات طفولتها. لقد عاشت فيها أياماً لا تُنسى منذ الصف الثاني الابتدائي، والآن تعود إليها ليس كطالبة أو معلمة، بل كمرشدة للأجيال الجديدة. تقول فائزة: "الحنين يعيدني إلى تلك اللحظات التي شكلت شخصيتي. واليوم، كمدربة، أشعر بمسؤولية عظيمة تجاه المتدربات اللواتي أعلمهن. مدرسة الديرة جزء لا يتجزأ من هويتي، وانتمائي لها عميق وجذوره ضاربة في قلبي."

من بين القطع الفنية التي أبدعتها، تبرز حقيبة مزينة بصورة مطرزة لجبل الفيل. هذا الجبل ليس مجرد منظر طبيعي في العلا، بل هو رمزاً للذكريات العائلية والجلسات الجميلة التي جمعتها مع أحبائها تحت ظلاله. هذا العمل الفني يمثل مزيجاً من الأصالة والحنين الذي ينعكس في كل تفاصيل إبداعاتها.

فائزة لا تُبدع فقط بإتقانها للحرفة، بل أيضاً بشغفها الذي يغذيها ويزيدها إصراراً. تواصل مسيرتها بفضل التفاعل المستمر مع عملائها، مستمعة لرغباتهم وساعية لتلبية احتياجاتهم. الدعم الذي تتلقاه من مجتمعها وزملائها يلهمها للتقدم ويمنحها القوة لمواصلة مسيرتها المهنية.

رغم الصعوبات التي قد تواجهها في عالم حرفة الخوص، إلا أن فائزة ترى أن الصبر والمثابرة هما السلاح الأقوى لتجاوز التحديات. مسيرتها ليست مجرد قصة نجاح شخصي، بل هي قصة تمسك بجذور التراث ونقله إلى الأجيال القادمة، مزجاً بين الماضي والحاضر في كل قطعة فنية تبتكرها.

رقم الجوال: 00966563024354
البريد الإلكتروني: [email protected]
fayzh1381
fayzh1381
_st.2040

حنان البلوي:

 

إحياء حكايات التراث عبر فن صياغة الأحجار الكريمة


في قلب العلا، حيث يلتقي عبق التاريخ بحداثة الإبداع، وجدت حنان البلوي شغفها في فن صياغة المجوهرات. صقلت حبها للأحجار الكريمة تحت أعين والدها، الذي كان أكثر من معلّمها الأول، فهو مصدر الإلهام والدعم الذي دفعها لخوض غمار هذا العالم. كواحدة من مؤسسي علامة "مجوهرات بيرلس"، استطاعت حنان أن تجمع بين أصالة الأحجار المحلية وروح التصميم المبتكر، لتقدّم قطعاً تحتفي بالتراث السعودي وتروي قصصه الخالدة.

بدأت حنان رحلتها في عالم المجوهرات قبل خمس سنوات، حين علّمها والدها فن صقل الأحجار الكريمة. كان دعمه غير محدود، وكانت كل نصيحة منه بمثابة دفعة جديدة نحو التميز. ومع مرور الوقت، وجدت حنان نفسها تغوص في تفاصيل هذا العالم، وتحوّل شغفها إلى مهنة متقنة. بالتزامن مع تأسيس "مجوهرات بيرلس"، قررت الالتحاق بمدرسة الديرة لتتعلم أسرار صياغة المجوهرات التقليدية والحديثة. تتحدث حنان بشغف عن هذه التجربة، قائلة: "مدرسة الديرة كانت نقطة التحول التي غيّرت مجرى حياتي. تعلمت فيها تقنيات الصياغة التي دمجت بين التراث السعودي والعصرية، وهو ما ينعكس في كل قطعة أصممها."

ومن بين إبداعاتها الكثيرة، تبرز قطعتان تحملان رمزية خاصة:
 
  • مجموعة مشراق: استوحت حنان هذه المجموعة من الزخارف المعمارية الفريدة لمدرسة الديرة، المبنى الذي احتضن أول مدرسة للبنات في العلا. تقول حنان: "المشربيات التي تزيّن ممرات المدرسة كانت مصدر إلهامي. تلك التفاصيل الهندسية التي تسمح لأشعة الشمس بالتسلل داخل المبنى، تجسّد التراث المعماري الأصيل للعلا."
  • بروش زهرة الديدحان: مستوحى من زهرة الديدحان، أو شقائق النعمان التي تنمو في صحاري شمال المملكة، هذا البروش بتصميمه ثلاثي الأبعاد يحتفي بجمال الطبيعة البريّة. وتشرح حنان: "الياقوت الأحمر القاني الذي يتوسط البروش يرمز إلى قلب الزهرة النابض بالحياة، مبرزاً سحرها وتفرّدها."
حنان ترى في المجوهرات أكثر من مجرد مهنة، بل هي شغف يرافقها في كل لحظة. "لا يمر يوم دون أن أفكر في المجوهرات. هذا الشغف الذي ورثته عن عائلتي والدعم الذي أتلقاه من محيطي هما ما يغذيان إبداعي. العمل الذي أقوم به لا يمثل لي مجرد حرفة، بل هو رسالة ثقافية أسعى من خلالها للمساهمة في الحفاظ على تراثنا، وهو ما يدفعني لمواصلة الرحلة بكل حب وتفانٍ."

منذ أن بدأت حنان رحلتها بصقل الأحجار على يد والدها، وهي تسعى لدمج مهاراتها مع حسّها الفني الفريد. رحلتها مع المجوهرات هي انعكاس عميق للتقاليد التي نشأت عليها والتعلم الذي تلقتّه. في كل قطعة تصممها، نرى مزجاً متناغماً بين التراث العريق والابتكار العصري، مما يجعل أعمالها تجسيداً حيّاً لجمال وروح الفن السعودي.

رقم الجوال: 00966532670682
البريد الإلكتروني: [email protected]
peerless_jewellery0

أميرة هاشم العنزي:

 

اكتشاف الذات من خلال عالم الألوان والرسم


في رحاب العلا التاريخية، نشأت أميرة هاشم العنزي، 25 عاماً، على حب الفن والألوان. منذ طفولتها، كانت تجلس بجانب والدتها، التي لم تكن مجرد معلمة فنون بل فنانة تشكيلية ألهمت ابنتها بأول خيوط الإبداع.

كان للرسم تأثير عميق على أميرة منذ نعومة أظافرها، حيث تقول: "كنت أراقب والدتي وهي تخلق أعمالاً فنية بيديها، ومع مرور الوقت شعرت أن بداخلي موهبة لم أكن أدرك حجمها."

على الرغم من حبها الدائم للفن، ظل هناك شعور داخلي بأن موهبتها لم تُستغل بالكامل، حتى جاء اليوم الذي انضمت فيه إلى مدرسة الديرة قبل أربع سنوات. هناك، وجدت أميرة البيئة المثالية التي سمحت لها باكتشاف ذاتها الفنية. في تلك الأجواء الإبداعية، انطلقت رحلتها نحو عالم التصميم وصناعة الألوان. "

مدرسة الديرة كانت المفتاح الذي فتح لي أبواب الفن الحقيقي، فقد ساعدتني على اكتشاف قدراتي وفتح آفاق جديدة لموهبتي."

أميرة حققت العديد من الإنجازات التي تفتخر بها، أبرزها لوحاتها التي تزيّن مطار العلا، وتصميماتها المميزة ل (سجادة العلا الحضرية) لأرضية الجديدة. ولكن، العمل الذي تعتبره ذروة إنجازاتها حتى الآن هو لوحتها التي شاركت بها في معرض "Light, Colour & The Cosmology Of Pigment" في لندن. كانت هذه المشاركة بمثابة تتويج لرحلتها الفنية وشهادة على تميزها وإبداعها.

أميرة تعزو نجاحها إلى الدعم الذي تلقته من معلميها وزملائها في مدرسة الديرة، الذين شكلوا لها مصدر إلهام دائم. "بين الألوان والتصاميم، أجد نفسي وأحقق ذاتي. مدرسة الديرة كانت وما زالت مكاناً استثنائياً يدفعني نحو الأفضل."

أما عن المستقبل، فتتطلع أميرة بشغف للتعاون مع مصممين وفنانين عالميين، حيث تحلم بأن تكون جسراً لتعريف العالم بتراث العلا الغني وثقافتها الفريدة. في كل عمل تقدمه، تسعى لنشر جمال فنون العلا على نطاق أوسع، وتطمح إلى أن تكون صوتاً معبراً عن تاريخها عبر لغة الألوان.

رقم الجوال: 00966550356661
البريد الإلكتروني: [email protected]
amira.alfaqir

ماجدة الحازمي:

 

إبداع الخوص بين التراث والتجديد


ماجدة الحازمي، من مدينة العلا، بدأت رحلتها في حرفة الخوص عام 2021 بعد الالتحاق بمدرسة الديرة للفنون التقليدية في العلا. وعلى الرغم من أن بدايتها كانت بعيدة عن عالم الحرف التقليدية، إلا أن شغفها قادها إلى الالتحاق بمدرسة الديرة للفنون التقليدية في العلا.

وعلى مدار عامين، أتقنت فن الخوص وتخرجت من هذه المدرسة بفخر، لتعود إليها كمدربة تحمل على عاتقها نقل هذا الفن العريق للأجيال الجديدة.

لم يكن شغف ماجدة بالخوص مجرد هواية عابرة، بل أصبح مساراً للتطوير والابتكار. واصلت رحلتها لتصبح مدربة في المعهد الملكي للفنون التقليدية في الرياض ومدرسة الأمير تشارلز. وتقول ماجدة: "رغم أنني أول من يدخل هذا المجال في عائلتي، إلا أن حبي لهذه الحرفة جعلني أبحث باستمرار عن كل ما هو جديد لأطور أسلوبي وأرتقي بأعمالي."

تميّزت ماجدة بإبداع تصاميم فريدة، مثل سلة مخصصة بطلب من شركة "كارتيير" وهيئة اليونسكو، حيث جمعت بين تقنيات الخوص التقليدية والماليزية لابتكار قطع تجمع بين الصخور والخوص. كما تميزت بابتكار ألوان طبيعية جديدة من مواد خام محلية، ما أضاف لمسة فريدة إلى إبداعاتها.

إلى جانب عرض منتجاتها عبر إنستغرام، شاركت ماجدة في معارض مرموقة مثل معرض "مسك" في الرياض و"سوق السفر العربي" في دبي، وشاركت في معرض "أرتيجيانو إن فييرا" في ميلانو، حيث عرضت منتجاتها للعالم ونشرت ثقافتنا. لاقت تصميماتها إعجاباً واسعاً وساهمت في تقديم الفن والتراث السعودي بشكل مبتكر للعالم.

ماجدة تنسب نجاحها إلى الدعم الكبير من عائلتها، بدءاً من والديها وإخوتها ووصولاً إلى أبنائها، وتقول: "الحمد لله، لم أواجه أي صعوبات في بداية مسيرتي. كل شيء كان ميسراً لي، وأنا ممتنة للدعم الكبير من الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، بفضل الهيئة الملكية التي أسست لنا مدرسة الديرة، المكان الذي انطلقت منه رحلتي."

ماجدة الحازمي تجمع في أعمالها بين التراث والإبداع، محافظة على جمال حرفة الخوص الأصيلة، ومع ذلك تضيف لمساتها الخاصة التي تعكس شخصيتها وتفتح أمامها آفاقاً جديدة في عالم التصميم.

رقم الجوال: 00966563766689
البريد الإلكتروني: [email protected]
nature_inspiration0

رشا الجود:

 

إحياء التراث بفن الخط وروح الاستدامة


رشا الجود، فنانة وخطاطة من العلا، وجدت في الخط العربي والنقوش القديمة وسيلتها للتعبير عن حبها العميق لتراث وطنها. منذ عام 2019، شرعت رشا في رحلة فنية هدفها ليس فقط تصميم الهدايا التذكارية، بل إحياء تفاصيل ثقافية تمتد جذورها في عمق التاريخ.

كل قطعة من أعمالها هي شهادة حية على التراث السعودي، بلمسة عصرية تراعي الاستدامة وتقدم التراث بأبهى صوره للأجيال القادمة.

رشا ليست مجرد مصممة، بل مبتكرة تقدم حلولاً فنية مخصصة تلتقي مع أذواق عملائها وتلامس احتياجاتهم الخاصة. إن تفانيها في هذا المجال جعل منها شريكاً موثوقاً، حيث تعكس أعمالها جمال التراث وتقدمه بطرق مبدعة تجمع بين الأصالة والحداثة. ولم يتوقف شغفها عند التصميم، بل امتد ليشمل تنظيم ورش عمل في فن الخط والنقوش القديمة، لتكون ملتقى للإبداع وتبادل المعرفة، حيث تساهم في إثراء هذا الفن التقليدي واستكشاف تقنيات جديدة تعيد له الحياة.

عن تجربتها التعليمية، تعبر رشا بامتنان قائلة: "مدرسة الديرة كانت بوابتي لتطوير مهاراتي وتوسيع مداركي. من خلالها، استطعت أن أرفع مستوى جودة أعمالي وأن أعزز قدرتي على الابتكار. ولكن أكثر ما أعتز به هو الروابط التي كونتها مع الحرفيين الآخرين، والتي فتحت لي أبواب التعاون وتبادل الخبرات."

مدرسة الديرة كانت بالنسبة لرشا أكثر من مجرد مكان للتعلم؛ كانت مصدر إلهام متجدد. فمن خلالها استطاعت أن توفق بين تقاليد الماضي وحداثة الحاضر، لتخرج بإبداعات تعكس هوية العلا وثقافتها. تؤمن رشا أن الحرف اليدوية ليست مجرد وسيلة لحفظ التراث، بل هي أداة لإحياء الهوية الوطنية ودعم الاقتصاد المحلي. "الحرف اليدوية تخلق فرص عمل وتساهم في دعم الاقتصاد، ولكنها أيضاً تجسر الفجوة بين الماضي والحاضر من خلال دمج التقنيات الحديثة مع الحرف التقليدية، مما ينتج قطعاً مبتكرة تلبي احتياجات السوق وتدعم السياحة في المملكة."

في كل ما تقدمه، تنقل رشا الجود رسالة عميقة للحفاظ على التراث وتعزيز الاستدامة. من خلال فنها الفريد، تعيد إحياء الروح السعودية، مقدمة للعالم تجارب فنية تحمل في طياتها قصة وطن وثقافة تنبض بالحياة. رسالتها واضحة: التراث ليس مجرد ذكرى، بل هو مستقبل تُصاغ معالمه بأيدٍ مبدعة وشغوفة.

رقم الجوال: 00966534509003
البريد الإلكتروني: [email protected]
rashaa.abdallah