يرجع الفضل في تطور الأنباط من رعاة رُحَّل إلى تجار ذوي قوة وبأس إلى تحكمهم في أقسام حيوية من
طريق البخور؛ وهو عبارة عن شبكة من الطرق التجارية المربحة التي كانت تسلكها قوافل ضخمة من الإبل المستأنسة تنقل البضائع من جنوب الجزيرة العربية إلى الشمال.
ومع توسع نفوذهم وكثرة مواردهم، زادت رغبتهم في بناء قاعدة دائمة لهم وتوسيع رقعة أراضيهم.
ويقول ديودور إن هذه الحضارة الآخذة في التطور يومًا تلو الآخر بدأت بحلول عام 312 قبل الميلاد في إنشاء عاصمة لمملكتهم المتنامية في البتراء. وذكر أن أحد خلفاء «الإسكندر الأكبر» شنَّ في ذلك العام حملتين عسكريتين متتاليتين ضد المدينة.
وظلت مملكة الأنباط بعد تأسيسها تتوسع شمالاً حتى وصلت دمشق.
وفي منتصف القرن الأول قبل الميلاد، بلغت أقصى توسع لها في الجنوب بوصولها إلى مدينة الحِجر.