أنشأ المعينيون، الذين نهضوا بتجارة اللُّبَان والمُر نهضة كبيرة، مراكز تجارية على طول طريقهم المتجه شمالاً؛ كمدينة
الحِجر ومدينة دادان (التي كانت في واحة العلا المعاصرة).
كانت الواحات، كهاتين الواحتين، تتمتع بوفرة مياهها وكثرة بساتينها؛ جنان غنَّاء وسط الصحراء الجرداء؛ فغدت محطة مثالية للمسافرين والتجار الذين أنهكهم المسير، بل إن بعض المعينيين استوطنوها ولم يغادروها، وتاجروا في أسواقها، وتزوجوا من أهلها (الدادانيين)، لكنهم ظلوا متمسكين بثقافتهم وعبادة آلهتهم المعينية. وصاروا مغتربين في تلك الواحات.
وما أكثر الأدلة على وجود مجتمع معيني في دادان، ومن أمثلتها النقوش المعينية المنحوتة على مقابر العلا. وهذا إنما يدل على أن المجتمع المعيني في دادان لم يفرط في أعرافه وأديانه.