تستوحي إصدارات مدرسة الديرة إلهاماً خاصاً من الحكايات والثقافة المحلية الغنية. فهنا، تمتزج الحرف التقليدية بكل تناغم مع التقنيات الحديثة المبتكرة والمواد المستدامة. تم تصميم المجموعة وإنتاجها من قبل مصممين وحرفيين سعوديين وعالميين، يمثلون ثماني دول مختلفة.

تتألف إصدارات مدرسة الديرة من أربعة أعمال مميزة، أنجزها مجموعة من أشهر المصممين المحليين والعالميين، الحائزين على العديد من الجوائز، مثل؛ الدكتورة زهرة الغامدي، وكريستيان موهادد، وتاك ماريا لوزاراغا، وأليهاندرو مونيو، وتكنوكرافتس، كما تسعى إلى وضع مدرسة الديرة في طليعة المشهد العالمي بمجالات التصميم والفنون التقليدية السعودية.

تم إنتاج المجموعة باستخدام مواد متنوعة، ذات استخدامات وأبعاد مختلفة، مخصصة جميعها للاستخدام الداخلي، كما تم توظيف مواد مثل الخوص والخشب والمنسوجات والطين والتطريز والجلود والسليلوز الطبيعي والبلاستيك الحيوي، من بين مواد أخرى، في هذه المجموعة، لتشكّل وسائط معبرة، تنقل بأدق التفاصيل، روح وشخصية «العلا» الساحرة، التي تستمدها من تلك الصحراء اللامتناهية والكثبان الرملية المذهلة والأحجار الفريدة من نوعها. وتهدف المجموعة إلى غرس بذور جمال منطقة «العلا» المهيب، ضمن المساحات الداخلية.

تعرّف على إصدارات مدرسة الديرة في الأسفل

الغراميل: الأعمدة الساحرة

تقع "الغراميل" بالقرب من محافظة "العلا"، وهي مكان يكتنفه الغموض، ويمتلك سحراً خاصاً به، كما يتميز بأعمدة حجرية فريدة من نوعها، تشكّل مشهداً نادراً وغير اعتيادي.

للوهلة الأولى، تدفعك أعمدة "الغراميل" إلى التساؤل – هل هي هضاب خيالية، أم جبال منحوتة بطريقة معقدة، أم هي مجرد جذوع نخيل منحوتة من الصخور؟ سيبدو المشهد شبيهاً بحكاية صحراوية خيالية. تشكّلت هذه التكوينات الصخرية قرمزية اللون، بفعل الرياح لتحمل صوراً ظلية مميزة. في المساء، ومع بداية حلول الظلام، تظهر كلوحات آسرة ذات جمال لا مثيل له على الإطلاق، حيث تشكّل هذه المشاهد مصدر الإلهام لهذه المجموعة.

تستعرض المجموعة أزهار "البابونج"، وجميع تلك الأعشاب الصحراوية الشائعة التي تحيط بمنطقة "الغراميل"، بألوانها الخضراء الغنية، وزهورها ذات اللونين الأبيض والأصفر، والتي تستحوذ على أحاسيس الزائر برائحتها الزكية.

تصميم: د. زهرة الغامدي
إنتاج: د. زهرة الغامدي، وحرفيو تطريز من المملكة العربية السعودية

 

الواحة: فاصل الغرف

يعرض عمل "الواحة" الصفات الفنية والتشكيلية والمادية لمادة "الخوص"، وهي فنون نسج سعف النخيل، التي تعدّ من أكثر ممارسات التراث السعودي الحرفية شيوعاً.

يأتي مفهوم فاصل الغرف "الواحة" كتجسيد مادي لجوهر "الخوص" عند استخدامه في مجالات التصميم والفنون. يستوحي العمل تفاصيله من تموجات الكثبان الرملية الصحراوية الساحرة، وذلك الجمال الهادئ للواحات الغنية بالحياة، المزينة بأشجار النخيل. تركيبة النسيج المعقدة لهذا القاطع تتجاوز حدود الزمان والمكان، لتدمج التقنيات المحلية الخالدة، بأحدث التطورات المتوفرة في عصرنا.

تصميم: كريستيان مهادد
إنتاج: حرفيو الخوص، وميغيل ألفاريز هاوسمان

 

دونا: مقعد الكثبان

من الصخور الوعرة وحتى الحقول الهادئة، ومن مساكن الكهوف البسيطة وحتى ذلك العناق المتموج للكثبان الرملية الساحرة، سعى البشر دائماً للبحث عن مكان الراحة المثالي، وعلى الرغم من طول هذا البحث وعدم اكتماله، إلا أنه لا يعرف حدوداً. يقدم هذا المشروع مساحة للاستراحة متعددة الاستخدامات، غير مقيدة بنظام معين، من أجل الاستمتاع بهذا المقعد بطرق مختلفة، مما يمنح المستخدم حرية الجلوس بالوضعية المفضلة لديه.

يشتمل "المقعد" على عناصر مادية ولوحة من الألوان والتشكيلات الهندسية والتقنيات الإنشائية المستوحاة جميعها من صحراء "العلا" الساحرة. هنا، تحتل مواد الطين والأقمشة المعالجة بالصبغات الطبيعية، والتي تستخدم عادة في صناعات الفنون التقليدية، مركز الصدارة باعتبارها المواد الأولية المستخدمة. تعكس الألوان المختارة تدرجات أشعة الشمس الغامضة والساحرة في "العلا"، لتشكّل لوحة غنية بألوان تمتد بهجتها في جميع أنحاء المشروع.

تصميم: تاك: ميريا لوثاراغا + أليخاندور مونيو
إنتاج: تاك: ميريا لوثاراغا + أليخاندور مونيو، ميكايلا كلوبورج وأنس ريفي

الودية: الأصائص الحية

تهدف مجموعة "الودية" إلى التقاط شعور وأحاسيس واحة "العلا" الخصبة وأشجارها رائعة الجمال. تجسّد مجموعة الأصائص تلك المساحات الخضراء النابضة بالحياة التي تكوّن نباتات "العلا"، ومن بينها أشجار الحمضيات الساحرة والأعشاب العطرية ونخيل التمر والتي تمثل جميعها الرئة الخضراء المزدهرة للعلا.

تعمل مجموعة الأصائص الحية (Living Pots) ككيانات حية فعلية، مستقلة بذاتها، وهي قادرة على تحليل المواد المصنوعة منها ودمجها ضمن الدورات الطبيعية، وهي الحل المثالي الذي نشأ من التفاعل ما بين الحرف اليدوية والحرف الرقمية. تمت صناعة هذه الأصائص باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد من مادة السليلوز الطبيعي، إلى جانب تقنية PURE.TECH المبتكرة القادرة على امتصاص ثاني أكسيد الكربون. وبالإضافة إلى ذلك، يقدم العمل مجموعة من أقمشة الكتّان المعالجة بالأصباغ الطبيعية والجلود القابلة للتحلل الحيوي، والتي يتم إنتاجها من فواكه وأعشاب "العلا" الخاصة، لإظهار مقدار من الاحترام والتقدير لهذا الإرث الثقافي والطبيعي.

تعكس عناصر التصميم هذه جوهر النمو والتغيير، ورحلة الحياة المستمرة. تتشكّل "المزهريات – الأصائص" من سطح شبيه بالجلد، يبرز ذلك الترابط ما بين الطبقات، ويخلق إحساساً عميقاً بالاستمرارية الحيوية. تترك دورة حياة الشجرة، إلى جانب عوامل التعرية الواضحة ومرور الوقت، بصمات لا تمحى على الطبيعة المتحولة لأعمال "الودية"، كما تتيح الديناميكية العضوية لهذه القطع البقاء منفتحة على البيئة دائمة التطور من حولها.

تصميم: تكنوكرافت
إنتاج: نومينا وميكاييلا كلوبورغ