تكشف الهيئة الملكية لمحافظة العلا عن وادي الفن كوجهة ثقافية عالمية جديدة للفن المعاصر، تتجسّد في قلب العلا الخلابة شمال غرب المملكة. هناك، حيث تمتد الصحراء بسكونها العميق، تُعرض أعمال فنية خالدة لعدد من أبرز فناني العالم، في مشهد مهيب تختزن تضاريسه آلاف السنين من التاريخ الطبيعي والثقافي والإنساني.
سيتضمّن وادي الفن مشاريع فنيّة ضخمة أُنجزت حصريًا لهذا الموقع الفريد من قبل مجموعة من رواد الفن المعاصر وفن الأرض، من بينهم أنييس دينيس، منال الضويان، مايكل هايزر، أحمد ماطر، وجيمس توريل. وستكون هذه الأعمال الخمسة الأولى التي يُصمَّم كلٌّ منها خصيصًا للموقع، لتندمج في وادٍ يمتد على مساحة تُقدَّر بـ ٦٥ كيلومترًا مربعًا. بما تحمله من رؤى ومفاهيم متجددة، واتساع فني استثنائي، تُشكّل هذه الأعمال بداية فصل جديد في مسيرة الفن العالمي، حيث يلتقي الإبداع المعاصر ببهاء المشاهد الطبيعية، في حضرة آثار حضارات صحراوية يمتد تاريخها لآلاف السنين.
سيقدّم وادي الفن تجربة فنية غير مسبوقة، تُجسّد حوارًا حيًّا بين إبداع الإنسان والطبيعة. فمن تضاريس العلا الدرامية، وأفقها المتعرج، وتكويناتها الجيولوجية الفريدة، ونظامها البيئي المتكامل، يستلهم الفنانون رؤاهم. تُنفّذ الأعمال بروح منسجمة مع روح المكان، وتُغرس بعناية في منحدراته الرملية وأوديته الفسيحة، احترامًا للطبيعة وامتدادًا لها. كما سيوفّر الوادي فرصًا ثمينة للمجتمعات المحلية، لتذوّق الفن والتفاعل معه كمصدر للمعرفة والإثراء. فمن خلال خلق الوظائف، وتنمية المهارات، وإشراك المواهب المحلية، سيسهم وادي الفن في دعم الاقتصاد الثقافي في العلا، وإلهام جيل جديد من الممارسين الفنيين، وتحسين جودة الحياة لسكان المنطقة. وإلى جانب دوره المجتمعي، سيرحّب وادي الفن بعشاق الفن والمغامرين والمسافرين من أنحاء العالم، لعيش رحلة ثقافية متحوّلة، في مكانٍ تتقاطع فيه عبقرية الجغرافيا مع إشراقات الإبداع، امتدادًا للدور التاريخي الذي لطالما أدّته العلا كمركزٍ للتبادل الثقافي عبر العصور.
معارض
ضمن فعاليات مهرجان فنون العلا 2025، يُقدّم وادي الفن معرضًا خاصًا بعنوان "وادي الفن يقدّم جيمس توريل"، يحتفي فيه بأعمال أحد أبرز روّاد فن الضوء والفضاء على مستوى العالم.