على خُطى نابونيد في تيماء

لقد مرَّت بضع سنوات منذ أن زرت تيماء لأول مرة لإلقاء نظرة على «بئر هداج».. إحدى أكبر الآبار في الجزيرة العربية وأقدمها. ومنذ ذلك اليوم، وأنا مفتونة بأن هذا هو المكان الذي قصده آخر ملوك بابل ليقيم فيه.. منذ ألفي ونصف عام.

تأتي أول إشارة مكتوبة إلى تيماء في نص مسماري من عهد الملك «نينورتا خذرصر» حاكم سوحو (الفرات الأوسط حاليًا) في القرن الثامن قبل الميلاد. يروي خبر هجوم على قافلة من تيماء وسبأ، وأسر الكثير من رجالها واغتنام الكثير من إبلها، فضلاً عن الصوف والحديد والأحجار الكريمة.
كانت تيماء إذًا واحة تجارية معروفة منذ قديم الزمان.

كانت القوى الإقليمية تعرف تيماء في العصور القديمة، لكنها غير معروفة نسبيًا اليوم. تقع تيماء شمال غربي المملكة عند النقطة التي تبدأ فيها الطرق القديمة بين المدينة المنورة ودومة الجندل بعبور صحراء النفود.. واحة كبيرة تاريخها حافل باستيطان البشر فيها.

ومع تضاؤل أهمية طرق التجارة والحج القديمة بعد اختراع السيارات والطائرات، ما عادت من المحطات التي يتوقف فيها التجار والحجاج، فخرجت من دائرة الضوء. إلا أن هذا يزيد من سحرها في نظري، لأنه يجعلها تحتفظ بطابعها وشخصيتها القديمة

يعتبر نابونيد أكثر الشخصيات المثيرة للاهتمام، كان مولده بحران (في تركيا اليوم) خلال السنوات الأخيرة من الإمبراطورية الآشورية، وكانت أمه كاهنة تعبد إله القمر «سين»، وشهد أول عهده بالحياة أحداثًا رائعة، إذ تغير المشهد السياسي بعد مولده بفترة وجيزة، فتعرضت المملكة الآشورية للغزو، وخرجت الإمبراطورية البابلية الجديدة إلى النور.

ومن الجلي أن أمه «أداد هابي» كانت امرأة قوية، حتى إنها كانت تمتلك مسلة خاصة بها (أي لوح حجري منحوت)، وهذا يدل على علو منزلتها. تذكر المسلة أنها وُلدت في العام العشرين من حكم الملك الآشوري «آشور بانيبال»، فلا بدَّ إذًا أنها كانت في الأربعين من عمرها تقريبًا حين سقطت حران في يد بابل.

ومن المحتمل أنها كانت قد أنجبت نابونيد بالفعل، ولذلك سيعيش معظم حياته في عهد الملك «نبوخذ نصر الثاني»، فيسمع عن المعارك التي انتصر فيها وجهوده في توسع الإمبراطورية ومشاريع البناء المجيدة التي دشنها وكانت المرأة التي نجحت في النجاة من تغير الحكام، بل وأرشدت ابنها ليشق طريق النجاح بنفسه.

فلا نعرف بالضبط كيف أصبح من رجال البلاط، لكنه وجد نفسه مقربًا من النخبة الحاكمة، ثم ارتدى تاج الملك في نهاية المطاف.

لم يكتفِ نابونيد باحتلال بقعة من أهم بقاع شمال الجزيرة العربية، وإنما يُقال إنه لبث فيها عشر سنين دون أن يرجع إلى بابل.

فلا بدَّ أن في هذه القصة المثيرة فصول أخرى.. 

بدأت رحلتي الاستكشافية بزيارة المتحف البريطاني في لندن، فهذا المتحف زاخر بمجموعة رائعة من الآثار من شتى بقاع العالم، ومنها مسلة من مسلات نابونيد.

وبينما أنا واقفة هناك في إحدى الصالات العلوية، أجول النظر في هذا اللوح الحجري المنحوت نحتًا بديعًا، أخذتني الدهشة والعجب.. ها أنا واقعة أمام نابونيد نفسه، الرجل الذي أسرتني سيرته كما أسرت الكثير من غيري عبر العصور.

يظهر في المسلة نقشًا بارزًا يجسد الصورة المميزة المعهودة عن نابونيد.. رجل طويل ذو لحية، يرتدي عباءة تقليدية، ويعتمر قلنسوة مدببة، ويمسك صولجانًا.

وتوجد في مستوى رأسه الأجرام السماوية الثلاثة التي هام بحبها.

أقربها إليه الهلال «سين»، بمد الياء، (إله القمر)، وبعده قرص الشمس المجنح «شمش» (إله الشمس)، وأخيرًا نجم يمثل «عشتار» (إلهة الحب والجمال والخصوبة والحرب).

وتشكل هذه المسلة ارتدادًا عن عبادة البابليين للإله «مردوخ»: كبير آلهة بابل؛ وهذا يتفق مع صراع نابونيد المفترض مع الكهنة. وتمتلئ اللوحة الموجودة أسفل الآلهة الثلاثة بكتابات مسمارية.

ما أسعدني بالعودة إلى تيماء من جديد.. بلدة أتاها الله حظًا وافرًا من الهدوء والسكينة والجمال، والنسيم العليل الذي يداعب أغصان النخيل بطريقة تأسر الألباب، وتفوح نسمات البساتين عبر جدران الطوب اللَّبِن المنتشرة في جنبات البلدة القديمة.. واحة قديمة توقفت فيها القوافل في رحلتها الطويلة على طول طريق البخور.

وللمرء أن يتخيل السفر عبر كل تلك الصحراء الشاسعة المحيطة بتيماء تحت لهيب الشمس الحارقة. كانت الرحلة تستغرق أيامًا وأيامًا من أقرب واحة، لا يغير ملامحها سوى نتوء صخري غريب، ولكن حتى هذه النتوءات قليلة ومتباعدة في هذه المنطقة.


وعند التجول في تيماء اليوم، يصعب تخيل حجم الرحلات التي قام بها الناس منذ آلاف السنين، فلم تكن الواحات مجرد محطة للتوقف بها، بل كانت جزرًا حيوية للتمسك بأهداب الحياة، والتبلغ بالطعام، وأخذ قسط من الراحة، والبيع والشراء، والتعارف بين الناس. كانت بوتقة انصهر فيها البشر والثقافات والأديان والتقاليد، وشكلت عماد الحياة لمجتمع يحتفي بالتنوع ويعتز بكل جديد وغريب.

أتخيل طريق البخور كأنما هو شجرة ذات جذور منتشرة عبر الممالك الموجودة في جنوب الجزيرة العربية: سبأ ومعين وقتبان وحضرموت. وفي منتصف الجزيرة العربية ينمو الجذع القوي الذي تتفرع منه بعد ذلك الكثير من الفروع المؤدية إلى يثرب (المدينة المنورة) ودادان (العلا) ويديع (الحويط) وفدك (الحائط) وخيبرا (خيبر) وتيماء. وكلها تلتقي ببعضها البعض ثم تواصل المسير إلى واحات أخرى، إلى أن تنتهي في بلاد الرافدين والبحر المتوسط ومصر والشام.

حكمت الإمبراطوريتان الآشورية والبابلية مساحات شاسعة من إيران والعراق وتركيا وسوريا. لكنهما لم تفلحا طوال كل تلك السنوات في إخضاع تلك الواحات المذكورة آنفًا لسلطانها الكامل، وإنما ظلت مدنًا تابعة لها، تدفع الجزية وتقدم الولاء لملوكهما، لكنها لم تصبح جزءًا من أجزاء الإمبراطورية بمعنى الكلمة حتى عهد نابونيد.

من اليسير أن نفهم رغبة نابونيد في احتلال مناطق جديدة والسيطرة على الواحات العربية التي تعيش في رغد من العيش بفضل القوافل الغنية التي تعبر أراضيها..

إلا أن أسباب رحيله عن بابل ثم إقامته الطويلة في تيماء قد تكون أشد تعقيدًا من ذلك بكثير.

تشكل مسلات حران مجتمعة واحدة من الكثير من الروايات المنتشرة عن نابونيد. فتروي لنا روايته الخاصة؛ فيقول لنا إن «سين» سيد سائر الآلهة، وأنه يتلقى التعاليم من الآلهة في منامه، وظل يتجول بين جميع الواحات عشر سنين.

وتحكي رواية نابونيد الشعرية (التي نظمها الفرس الذين غزوا أراضيه عنه) أنه رحل إلى تيماء، وقتل ملكها، وذبح قطعانها، وزين المدينة، وبنى قصرًا منيفًا مثل قصره في بابل.

ولكن لم يعثر علماء الآثار على دليل لمثل هذا القصر المهيب في تيماء حتى يومنا هذا.

اكتُشفت مسلة تيماء في عام 1876، وهي مكتوبة باللغة الآرامية، ومحفوظة الآن في متحف اللوفر بباريس؛ تسرد لنا آلهة تيماء في القرن السادس قبل الميلاد: من بينها الإله «صلم مهرم» والإله «صلم هجم».

والكل في تيماء يعرفون إلههم «صلم» المشهور.

وتوجد على طول حافة اللوح الحجري الكبير صورة منحوتة يُعتقد أنها تمثل الملك نابونيد، وتحتها كاهن يعبد ثورًا على قاعدة.

وبعد ذلك في عام 1979، وفي قصر الحمراء (المعروف الآن بمعبد صلم القديم)، عثر علماء الآثار على اكتشافين مهمين: مسلة الحمراء ومكعب الحمراء.

فأما المسلة، فتحكي عن معبد جديد مخصص للإله صلم. وأما المكعب، فيتزين بصور ورسوم على وجهين، في منتصف أحدهما ثور يحمل قرص الشمس بين قرنيه، وهو مقدم على قاعدة، ويوجد كاهن يتعبد ومبخرة.

وما يثير اهتمامي هو وجود اثنين من رموز الآلة التي يعبدها نابونيد: وهما القمر وقرص الشمس المجنح.

وإليكم شاهد آخر على أهمية تيماء التاريخية.. ففي أعماق الصحراء يقبع التوقيع الملكي أو خرطوش الملك رمسيس الثالث.

يقع في منطقة عبرتها أمم شتى في الماضي. ويوجد على طول أحد أقسام هذا الطريق الكثير من النقوش الصخرية، وحين زرتها رأيت صورة ضخمة للإله صلم. ويمكن التعرف عليه بوجهه الشبيه بوجه الثور والقرنين الكبيرين المنحنيين من أعلى رأسه.

وما أكثر الصور المنحوتة للإله صلم في المنطقة، يحمل بين قرنيه في بعضها صورة القمر وفي بعضها صورة الشمس.

يحتوي هذا النقش أيضًا على بعض الخطوط والصلبان على كلا الجانبين. لم يستحوذ شيء على انتباهي في البداية، لكن شيئًا ما جعلني أعود إليها.. فما كان ذلك يا تُرى؟

خطر في بالي حين كنت أشاهد صورة لمكعب الحمراء. صرت أعرف ما هذه الخطوط! أعتقد أنها ربما تجسد الكاهن والمبخرة الموجودين على جانبي الثور على وجه المكعب.

حاولت مطابقتهما، ونعم، لقد كانا متوافقين تمام التوافق! الآن بدأت أشعر وكأنني أوصل النقاط ببضعها البعض. فما أسعدني برؤية الرموز الخاصة بنابونيد (قرص الشمس المجنح وقمره العزيز «سين») فوق هذا المشهد على المكعب! فماذا يمكنني أن أجد في تيماء أو بالقرب منها غير ذلك لفهم نابونيد والفترة التي أقامها في المنطقة؟

ما أمتع التواجد في الصحراء، ولا سيما حول تيماء. المنطقة منبسطة تتخللها تشكيلات صخرية غريبة، وتزينها زهور بيضاء في فصل الشتاء. وهنا زرت الدليل التالي على وجود نابونيد.

صورة محارب بابلي على ظهر جواده منحوتة على صخرة كبيرة، ورجلا الجواد الأماميتان مرفوعتان قليلاً، مما يوحي بالحركة والعدْو وسط الصحراء. وبالقرب منها كلمات ثمودية تتحدث عن «ملك بابل».

وكانت زيارتها في الصباح خير توقيت، إذ لم تكن أشعة الشمس قد وصلت بعد إلى هذا الجانب من الصخرة.

لا توجد سوى صورة واحدة لهذا الفارس، إلا أنها توحي بقائد مغوار يجوب الصحراء من مكان لآخر.

توجد واحة أخرى من الواحات التي قيل إن نابونيد غزاها، بها دليل مباشر على وجوده هناك، وهي فدك، أو الحائط حاليًا.

لقد زرت العلا وخيبر أكثر من مرة، لكن هذه هي المرة الأولى التي أزور فيها الحائط. يمكن أن تستغرق الرحلة إليها من تيماء من 4 إلى 5 ساعات في العصر الحديث، باختلاف الطريق، لكنها استغرقت أيامًا وأسابيع منذ آلاف السنين.

يقطع الطريق صحراء منبسطة وشاسعة، ويعبر حرات حمم بركانية سوداء، ويجتاز جبالاً وتلالاً.

وواحة الحائط شبيهة بواحة خيبر، حيث بساتين النخيل التي تحيطها بها جدران من الطوب اللَّبِن، وحولها الكثير من المباني المرتفعة.

وعلى النقيض من الواحات الأخرى في المنطقة، يبدو أنها كانت مركزًا من مراكز العبادة.

وهنا قابلت نابونيد نفسه أخيرًا في صورة نقش صخري (أي نقش منحوت على صخرة في موضعها).

وهذه الصورة منحوتة على صخرة ضخمة، تطل على الواحة، ويُعتقد أنها كانت جدارًا لمبنىً ضخم، ربما كان معبدًا.

على اليسار يقف نابونيد بعباءته وصولجانه المميزين، وأرى مرة أخرى في الأعلى يمينًا رموزه لآلهة القمر وقرص الشمس المجنح والنجم، وكلها تجسد الصورة المعهودة عن نابونيد.

وتغطي الكتابة المسمارية مساحة كبيرة ولكنها تآكلت في معظم النقش. ولكن لا يزال يمكننا أن نقرأ في المنتصف عبارة «نابونيد: ملك بابل»، وفي الأسفل «سين: ملك الآلهة».

على الجانب الآخر من الواحة، تقريبًا على قمة درج طويل يؤدي إلى منزل مهيب فوق الصخور، يوجد نقش صخري آخر. نعم، نقشان في واحة واحدة! فكيف يمكن أن تصبح الأمور أكثر إثارة من ذلك! وهذه المرة توجد صورة نابونيد على اليمين ينظر ناحية اليسار. وجميع العناصر الأيقونية موجودة: العباءة والصولجان والقمر وقرص الشمس المجنح والنجم.

ولكن يوجد نحت إضافي في هذا النقش، إذ يوجد بجانب النجم شكل يشبه الأفعى ينحني لأعلى. والقسم السفلي منه يشبه حرف الـ U الذي رأيناه في النقش الأول تمامًا. رأسي يعج بهذه الأفكار الجديدة. أكان نابونيد يسعى إلى التواصل مع الآلهة المحلية؟ هكذا يبدو الأمر بالنسبة لي. 

في طريق الخروج من المنطقة المؤمنة حيث يقع النقش الصخري، أرى بقايا جدار صلب، ما يقوي النظرية القائلة بأن هذا المكان كان مبنىً خاصًا.

على الجانب الآخر من الواحة، تقريبًا على قمة درج طويل يؤدي إلى منزل مهيب فوق الصخور، يوجد نقش صخري آخر.

نعم، نقشان في واحة واحدة! فكيف يمكن أن تصبح الأمور أكثر إثارة من ذلك! وهذه المرة توجد صورة نابونيد على اليمين ينظر ناحية اليسار.

وجميع العناصر الأيقونية موجودة: العباءة والصولجان والقمر وقرص الشمس المجنح والنجم. ولكن يوجد نحت إضافي في هذا النقش، إذ يوجد بجانب النجم شكل يشبه الأفعى ينحني لأعلى.

والقسم السفلي منه يشبه حرف الـ U الذي رأيناه في النقش الأول تمامًا. رأسي يعج بهذه الأفكار الجديدة. أكان نابونيد يسعى إلى التواصل مع الآلهة المحلية؟ هكذا يبدو الأمر بالنسبة لي. 

أؤمن أن نابونيد اتخذ تيماء مقرًا له، إذ تقع في أرض منبسطة مفتوحة كان من السهل الدفاع عنها، على عكس الواحات الأخرى. كما كانت مركزًا لعبادة الإله صلم.. ذلك الإله الذي يبدو أنه انصهر بشكل أو بآخر مع آلهته كما يدل مكعب الحمراء على ذلك.

والآلهة المحلية الأخرى المضافة إلى نقوشه في الحائط إضافة غير عادية تقوي نظرية الجمع بين الآلهة. لعله كان رجلاً باحثًا عن السكينة والقبول من الآلهة.

وأنا على يقين من أنه تنقل بين الواحات وعلى رأسها فدك (الحائط)، ولكن لعله سافر إلى واحات أكثر من غيرها. وبعد أن سافرت في المنطقة بنفسي، يمكنني أن أتخيل أن التنقل بينها كان يستغرق وقتًا وجهدًا كبيرين منذ 2,500 عام. فلماذا أقام كل هذه المدة دون أن يعود إلى بابل؟ لعل كل ما هنالك أنه أحب العيش هنا!

وأخيرًا نقش الإله صلم الذي رأيته على تلك الصخرة في الصحراء.. أعتقد أن أيًا كان من رسموا هذا النقش كانوا يتعبدون أيضًا في معبد صلم القديم، فقد نظروا إلى مكعب الحمراء بذلك المعبد ساعات طوال حتى نُقش في ذاكرتهم، ثم نقشوا نسخة مطابقة منه على تلك الصخرة، حتى يراه كل المسافرين، ويخبرونهم بنبأ يقين..

وهو أن كهنة المعبد يعبدون الإله صلم. وبما أنه النقش الوحيد من نوعه المكتشف حتى الآن (مع الرموز الإضافية الموجودة على كلا الجانبين)، أعتبر نفسي محظوظة جدًا لأنني شاهدة على هذه الأدلة القديمة بنفسي، ووسعت مدارك الفهم للإله المعبود في تيماء وعلاقاته المحتملة بالآلهة التي قدسها نابونيد.

شيلا راسِل    |   التاريخ:٢٠ أبريل ٢٠٢٣

شيلا راسِل
شيلا راسِل واحدة من مستكشفي العصر الحديث، أمضت الخمس سنوات الماضية في توثيق تاريخ المملكة العربية السعودية وثقافتها وتقاليدها وطبيعتها الساحرة من خلال سرد القصص والتصوير الفوتوغرافي. وهي زميلة الجمعية الجغرافية الملكية في لندن، وظهرت في باقة من المقالات العربية على شبكة «سي إن إن» الإخبارية. تابعوها على إنستغرام @SaudiTravelNotes.