أراضٍ رحبة، ملامح رحبة مقدمة عادل القريشي فنان يُجسد من خلاله أعماله أهمية التقاط اللحظات الحقيقية في الوقت المناسب. تمنحنا سلسلته "وجوه من صحراء النفود الكبرى"، التي تم توثيقها بين عاميّ 2002 و2003، نظرة مذهلة على عادة بدويّة معروفة تتمثل في استمرار تمسك الإنسان بثقافة ثابتة وإيمانه الراسخ بقوة التقاليد والمجتمع. برغم استمرار تغير العالم من حولهم، إلا أن هؤلاء البدو الحقيقيون يظلون متشبثين بما يعرفونه ومتمسّكين بألفة المكان والعادات. غالبًا ما تجمع أعماله بين ملامح صقلها الزمن في أوساط جادة وصلبة، والانطباعات العاطفية القوية. لا تحافظ أعماله على التاريخ فحسب، بل نجحت أيضًا في الحفاظ على عمق الروح البشرية في إطار واحد. مثل التقاطه لصورة "عتيق و محمد" الشاعر، فإن الملامح في أعمال القريشي تحمل ورائها أجيال من الحكايات والتقاليد والحكّمة. تلتقط صورته "حفّار القبور" بجرأة روح المهنة الموحشة. نرى فيها الشخصية الرئيسية إدريس، ملوحًا ومحدقًا بالمُشاهد وكأنه يرسل تذكيرًا بأن اليقين الوحيد الذي نمتلكه نحن الأحياء هو الموت. تقف هذه الصورة التي اُلتقطت في أواخر التسعينيات كشاهد على الزمن؛ بمثابة تذكير متواضع بأن الغاية من الحياة ليست الخلود وإنما خلق شيء من شأنه البقاء. فكرة لا شك فيها، لكنها تظل تغيب عن أذهاننا. ولد عادل القريشي في الخبر؛ بالمملكة العربية السعودية. عشق التصوير الفوتوغرافي منذ سن مبكرة، فقد عقد الفنان عزمه على تصوير ملامح العالم من حوله. تخصص القريشي في تصوير الحرمين الشريفين، وكان أول من نشر رسميًا صورًا لأغوات المسجد النبوي، وأول مصور حصل على إذن بتصوير مفاتيح الحجرة النبوية. أقام القريشي أول معرض منفرد له بعنوان "الأغوات" في متحف لايتون هاوس في لندن (2015). كما شارك في عدد من المعارض الجماعية، مثل معرض "حروف وإضاءات" في المدينة المنورة (2014)، ومعرض "باب جدة" في صالة "الفن النقي" بالرياض (2016). اُقتنيت أعمال القريشي الفنية من قبل العديد من المؤسسات مثل وزارة الثقافة في المملكة العربية السعودية، والمتحف البريطاني، والمتحف الوطني بهولندا، ومتحف "باسموكا" الافتراضي، ومجموعة الخليلي، ومتحف "الصندوق الأخضر للفن المعاصر من المملكة العربية السعودية" في أمستردام. |
تعرف على الـ 17 مصورًا المشاركين في الإصدار الأول من كورتونا أون ذا موف العلا: