الرحيل والوداع

"على مدى سبعة وعشرين عامًا التقطت صور من سيارتي لوالديّ وهما يودعونني بعد زيارتهم في منزلهم في سيوكس سيتي بولاية ايوا. بدأت في عام 1991 مع لقطة وواصلت التقاط الصور في كل مرة. لم أكن أخطط لإنشاء هذه السلسلة، فقط التقطت تلك الصور في نفس اللحظة لأواجه حزن الرحيل لتتحوّل تدريجياً إلى طقوس وداع. كان من الطبيعي بالنسبة لي أن أحمل الكاميرا معي دومًا لأنني كنت ألتقط الكثير من الصور كل يوم أثناء وجودي هناك.

هذه الصور هي جزء من مجموعة أكبر من أعمالي التي سميتها "لحظات الأقارب" والتي أرّخت بها حياة والديّ وأقاربي منذ عام 1986؛ لذلك عندما اكتشفت صور" الرحيل والوداع" التي تراكمت في هذه الأثناء، وجدتها تحكي قصة عن الأسرة والشيخوخة وحزن الوداع.

توفي أبي بعد أيام قليلة من عيد ميلاده الـ 91 ولم يعد حاضراً في صور الرحيل والوداع في عام 2009، واصلت أمي التلويح لتودعني عندما أغادر، لتصبح ملامح وجهها أكثر حزناً مع مغادرتي في كل مرة. في عام 2017 اضطرت أمي للانتقال إلى العيش في دار رعاية، واصلت تصوير وداعاتها من باب شقتها لبضعة أشهر، ثم في أكتوبر من عام 2017 توفيت أمي. وقبل أن أغادر المدينة بعد جنازتها، أخذت صورة أخيرة للممر الفارغ، ولأول مرة في حياتي أغادر المنزل دون أن يودعني أحد.»

ديانا ديكمان (سيوكس سيتي بولاية أيوا، 1954) هي مصورة تقيم في مدينة كانساس سيتي بولاية ميسوري. كانت قد صورت عائلتها في الغرب الأوسط والمناطق المحيطة بها منذ عام 1985 عندما تركت وظيفتها في إحدى الشركات ودرست التصوير الفوتوغرافي. حصلت ديانا على درجة الماجستير والبكالوريوس من جامعة بوردو بولاية إنديانا، كما حصلت على زمالة المصور الفردي من مؤسسة آرون سيسكيند في عام 1996 وزمالة الفنان الأمريكي بوث ماتسون في عام 2008. وقد صنفت السلسة ضمن أفضل خمسة وعشرين قصة لعام 2020 في المجلة الأمريكية ذا نيويوركر تحت مسمى "والدا مصورة يلوحان مودّعين". كما نشرت دار النشر الفرنسية تشوز كوميون كتابها "الرحيل والوداع" في مارس 2021، بعد أن انضم إلى قائمة المرشحين لجائزة ماك الأولى للكتاب لعام 2020.