ربما
عشت حياة حافلة بالحب والامتيازات اكتنفتها أفضل الحظوظ، غمرتني الحياة بأحلام اليقظة الحالمة والكثير من وهم السيطرة.
تغير كل شيء حين توفيت والدتي في 5 سبتمبر 2006، اعتقدت أن والدايّ سيبقيان معي للأبد؛ لكن عندما توفي والديّ، أدركت أن لا شيء مخلدٌ بالفعل. ربما تكون هذه حقيقة يدركها الجميع، لكنها ليست كذلك بالنسبة لي. دون سابق إنذار أصبح للمستقبل أفقٌ محدودٌ ومخيف في نظري، كمشهد مشوش ومليء بمسارات غير مؤكدة وعواصف غير متوقعة. ساورتني المخاوف: ما هي المنعطفات المظلمة والمفاجئة الأخرى التي تنتظرني؟
اتخذت قراري بأن لا انتظر مصيري وأن أواجه مخاوفي وأحاول التنبؤ بمستقبلي. حاولت تخمين المنعطفات المفاجئة وغير المتوقعة التي قد تتخذها حياتي. أُدرك أن التصوير الفوتوغرافي يتناول الماضي دائمًا، فاللحظة التي نلتقطها تكون وراءنا وضربٌ من التاريخ. لكن هذا المشروع هو عن المستقبل، فكيف يمكن البحث عما لم يحدث بعد؟
أجريت اختبار الحمض النووي الذي مدني بقائمة من الأمراض المرجح أن أصاب بها. استشرت الكثير من العرافين، وقارئات بطاقات التاروت، وعلماء الأعداد، وقارئات الكف، كما بحثت في إحصاءات شركة التأمين. أخذت دروسًا في التمثيل لأتعلم كيف أتحرك كرجل كبير في السن بعمر الـ 90 أو رجل قوي البنية في الـ 55. وأخيرًا تعاونت مع خبير أطراف اصطناعية لإنتاج صورًا تعكس نتائج بحثي.
ولد توليدانو (لندن، 1968) لأم مغربية فرنسية وأب أمريكي. نشأ ما بين لندن والدار البيضاء. حصل على درجة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي من جامعة تافتس في بوسطن. يعتبر توليدانو فنان تصويري، ويرى أن كل شيء يبدأ بفكرة تحدد طريقة التنفيذ؛ لذا تتنوع أعماله الفنية ما بين التصوير وبناء المجسمات والنحت ورسم اللوحات وتصوير مقاطع الفيديو. وغطي أعماله في المقام الأول المواضيع الاجتماعية والسياسية، على الرغم من أنه في الآونة الأخيرة أخذ يستكشف الفن المستوحى من التجارب الشخصية.
تعرف على الـ 17 مصورًا المشاركين في الإصدار الأول من كورتونا أون ذا موف العلا: