حب السيرك

الحياة السحرية لسيرك عائلة أوروبية

المقدمة

"حب السيرك" هي قصة عن العائلات البدوية التي تجسد أسلوب الحياة البوهيمية بأعمق صورة. قدمت تلك العائلات سيرك استثنائي أعاد فيه فناني الأداء تعريف المفهوم التقليدي للسيرك ووسعوه بإضافة الغرائب والحيوانات، وكما يصف بارنوم وبيلي: سيرك نوفو هو لقاء واتحاد بين العديد من التخصصات والفنون.

تتجول عائلات السيرك مسافرة حول العالم، مؤدين عروضهم في الشوارع والمهرجانات الفنية لكل من هو على استعداد لأن يحيط نفسه بالجمال والدهشة. يعيدون إلى الحياة عالم على وشك الاختفاء، ويمكن اعتبارهم آخر ورثة فن السيرك.

يمكن لهذه العائلات – التي كرست حياتها لفن السيرك المعاصر - أن ترشد بقية البشر المشوشين في أيامنا هذه نحو طريق الحكمة، فهم بدو مبدعين يقوم تنظيمهم الاجتماعي على قدرات المرأة التحليلية والاستراتيجية والتعاطفية. فالسيرك المعاصر هو آلية مثالية تسترشد بنظام تنيره الأمومة، ولمحة حكيمة للفلسفات القديمة.

يبدو السيرك وكأنه مفهوم عفا عليه الزمن، لكنه مثالي للغاية: رمز لعالم بلا حدود، وعجلة من العولمة متعددة الأعراق تدور مصدرة صريرًا بلا هوادة وبدون توقف. وكأنه استعارة حية للحياة يجمع السيرك بين المتعة واليأس، ويملأ حياة الفنانين بمشاعر الحب والنصر والانتصار والهزيمة والإذلال، فيأخذهم بأسلوب حياتهم البدوي في خطوط قطرية أو طرق دائرية مثل دورات الفصول.

قد يرمز السيرك إلى الحرية والاستعباد، فهم أحرار باتباع الأوامر والحدود أو تخطيها. ومع ذلك فإن فناني السيرك عبيد لشتاء بارد وممطر يغزو قوافلهم غير المستقرة، وكذلك يكابدون الصيف الحار الذي تضرب فيه الشمس الخانقة على الطرق الترابية وكأنها تلفظ آخر انفاسها.

يعملون جاهدين من أجل أنفسهم وعائلاتهم وزملائهم المغامرين، فالسيرك لا يمثل الفن والإبداع فحسب، بل يسرد رواية من الصبر والتحضير والتدريب البدني والعمل اليدوي. كما ينطوي على الكثير من الدراسة والتصميم والدم والعرق والعمل بجد لساعات لتطوير عرض جديد وأيام طويلة من التجارب الشاقة. وكل هذا مقابل مبلغ زهيد من المال والقليل من الطعام، والرضا بالأرض التي يستقرون فيها - التي قد تكون مجرد مواقف سيارات أمام السوبر ماركت.

تتزامن أعظم فضيلة مع أقصى حدودك: في رحلة من استحالة وجود هدف نهائي، والبحث الأبدي عن شيء ربما يكون موجودًا - وربما لا يوجد. إنها رحلة من الشوق، رحلة أبدية.

تؤكد حياة السيرك أن البشرية لا تزال موجودة في هذا العالم الغارق في التقنية حيث تقرر الخوارزميات حياة الناس. و"حب السيرك" هو صرخة تمرد سعيدة وقوية لإعادة تأكيد البعد الإنساني، تسلّط الضوء على الأولويات وتعكس مشاعر المشاركة، والأسرة، وكذلك القدرة السامية على ابتكار العجائب بيديك وإعادة اكتشاف علاقتك مع الطبيعة.

"سيرك الحب" هو مشروع طويل المدى بدأ في عام 2016 مع "نوفو سيرك"، المعروف أيضا باسم السيرك المعاصر. ثم تتعمق القصة بسرد تاريخ ست عائلات سيرك وتوثيق حياتهم اليومية، ونستعرض هنا قصة ثلاث عائلات منها:

"بروس برانت وومن" هو ثاني أصغر سيرك في العالم، وبكل مفارقة يستوحي أعماله من ألكسندر كالدر: مخترع السيرك الصغير الذي يمكن حمله في حقيبتين. أسسته امرأتان قبل 15 سنة كانتا تسافران في جميع أنحاء أوروبا في عربة قديمة.

"سيرك بيدون" هو سيرك فرنسي مذهل نشأ في 1970 على يد فرانس إرموا بيدون، الذي يسافر في جميع أنحاء أوروبا على عربات تجرها الخيول.

"سيرك رالوي ليجاسي" وهو سيرك عائلي إسباني ولد بحلم طموح يستمد قوته الآن من نساء المنزل، ويجمع بين المنهج التقليدي والمعاصر في مزيج ترفيهي متناغم.

ستيفاني جينجوتي (روما، 1972) مصورة إيطالية/فرنسية مقيمة في روما. هي مصورة صحفية تسعى للإصلاح، ومصورة أزياء وبورتريه. يعد منزلها في روما بمثابة نقطة البداية لاكتشافاتها؛ فهو المختبر الذي تعد فيه جميع مكونات رواية القصص وتعالجها. ولدت لأبوين يعملان مضيفا طيران، فاستكشفت العالم منذ طفولتها. وخاضت غمار الحياة مباشرة دون أي أحكام مسبقة، مما خلق فيها رغبة في سرد الجوانب الأقل استكشافًا للمجتمع البشري.

تعمل بشكل رئيسي في تصوير الريبورتاج والبورتريه، وقد حازت أعمالها على جوائز وعرضت في العديد من المعارض في إيطاليا وخارجها. نشرت أعمالها في العديد من افتتاحيات المجلات والمنشورات، بما في ذلك انترناسيونالي، ومجلة جيو، ومجلة لوموند، وستيرن، ودير شبيجل، وناشيونال جيوغرافيك، نيويورك تايمز، ومجلة صنداي تايمز، وسيكاي، والجارديان، ولوموند، ومجلة 6 مويس، وليسبسو، ومجلة يو دونا، وتشاينا نيوزويك، وإل موندو، وفانيتي فير، وإيل، و إيل ريبورتاج وغيرها الكثير. وتمثلها اليوم رسميًا شركة انستيوت ارتيست.