أليخاندرو تشاسكيلبرغ

أوتسوشي: ذكريات المستقبل

في 11 مارس 2011 ضرب تسونامي شمال شرق اليابان محدثًا كارثة مفجعة للعالم، أثر تسونامي على الكثير من المدن ومنها قرية الصيد الصغيرة أوتسوتشي في محافظة إيواتي باليابان التي كانت الأكثر تدميرًا. إذ نجم عن الكارثة فقدان أو وفاة ما يقرب من عشرة في المئة من السكان، بالإضافة إلى الأضرار الجسيمة التي لحقت بستين بالمائة من المباني السكنية، حتى أن العمدة والعديد من مسؤولي البلدية لقوا حتفهم مخلفين ورائهم شلل إداري للقرية. ووسط هذه الفوضى بدأ الناس بإعادة إصلاح الصور العائلية التي وجدوها ضمن حطام المدينة، في محاولة للحفاظ على ذاكرة أوتسوتشي حيّة وسليمة.

يقدم هذا المشروع توثيقًا مرئيًا للدمار والخسائر التي تكبدتها القرية من خلال ربط صور الناجين من أوتسوشي بصور عائلية جرفتها تسونامي ووجدت على سطح المياه. ويستعرض المشروع كلًا من الصور الملونة والصور البيضاء والسوداء بعد تلوينها، إذ أن للألوان أهميتها القصوى في هذا النهج؛ لأنها تشكل جسرًا يربط الماضي بالحاضر، فينبثق حوارٌ من بين الألوان.

أوتسوتشي ذكريات المستقبل" هو انعكاس العلاقة الديناميكية بين الصور العائلية والذكريات في خضم المآسي المفجعة. لا شك أن الأضرار المادية الناجمة عن تسونامي مهولة، مما أسفر عن مقتل وتدمير مجتمعات بأكملها، لكن التدمير امتد ليتكبد الناجين أيضًا خسائر معنوية لذكرياتهم وهوياتهم، حيث تلعب الصور العائلية دورًا أساسيًا في ذاكرة المجتمعات.

أليخاندرو تشاسكيلبرغ (بوينس آيرس، 1977) هو مصور مستقل ومصور فيديو ومعلم له سمعة عالمية راسخة بفضل رؤيته المبتكرة ومشاعره التي تتخطى التوقعات لتجمع بين التوثيق والفن. تخرج تشاسكيلبرغ من المعهد الوطني للتصوير السينمائي في الأرجنتين بتخصص مخرج تصوير فوتوغرافي. كما مارس عزف الكمان ودرسه ضمن الدراسات المتقدمة في الموسيقى الكلاسيكية من معهد مانويل دي فالا للموسيقى، وأتقن فن الرسوم المتحركة من المعهد الوطني للفنون السينمائية في أفيلانيدا.

حصد أليخاندرو على لقب المصور العالمي لعام 2011 الذي منحته له منظمة التصوير العالمية في لندن. كما حصل على منحة المصور الناشئ من مؤسسة ماغنوم في عام 2009 ومن ليوبولد جودوسكي جونيور، بالإضافة إلى جائزة مرموقة تكرّم التميّز في مجال التصوير الفوتوغرافي الملون المعاصر من جامعة بوسطن. وكذلك قدمت له الجمعية الجغرافية الوطنية منحة مع برنامج " آل ذا رودز " للتصوير الفوتوغرافي، وفاز في مسابقة كتب الصور الفوتوغرافية الخامسة التي تجريها دار النشر RM في أمريكا اللاتينية.

قدّم أليخاندرو أعماله في بينالي برايتون للصور برعاية مارتن بار في عام 2009، وفي بينالي دايجو للصور في كوريا الجنوبية في عام 2014، وبينالي بالارات الدولي للتصوير الفوتوغرافي في أستراليا في عام 2015، بالإضافة إلى العديد من مهرجانات التصوير في جميع أنحاء العالم. ويعتبر أليخاندرو من أحد أوائل المعلمين في ماستر كلاس أمريكا اللاتينية الأول الذي نظمته الصحافة العالمية للتصوير، وهو كذلك معلم محترف في المدرسة الصيفية الدولية للتصوير الفوتوغرافي في لاتفيا.

يخوض أليخاندرو عالم الفنون بكل أنواعه؛ حيث يعمل حاليًا على إنشاء تركيبات فيديو وجداريات للمسرح والأوبرا، بالإضافة إلى عمله كمصور سينمائي. كما شارك كمتحدث في محاضرات تيد في مسرح كولون المرموق في بوينس آيرس.