عيش، حب، لاجئ

في عمل "عيش، حب، لاجئ" يحلل عمر إمام التصورات المتكررة للاجئين السوريين عن طريق استبدال الأرقام والتقارير والإحصائيات والهلوسات والمخاوف والأحلام. في مخيمات اللاجئين في جميع أنحاء لبنان يتعاون عمر مع عدة أفراد ليقوم بعملية التنفيس هذه التي يرى بأنها تنم عن شفاء عميق، ويطلب إمام من اللاجئين تخيل أحلامهم ومحاولة إحيائها من جديد: أحلام الهروب، أحلام العجز، وأحلام الحب والإرهاب.

نتجت عن عمله صور سيريالية مبعثرة تثير أعمق وأحلك العوالم الداخلية التي تضرب جذورها في دواخل اللاجئين كل يوم، منطلقين إلى أبعد ما يمكن تاركين الوطن وراءهم. في المقابل تتحدى هذه الصور التي يكونها اللاجئين بأنفسهم إسقاطات عن دور الضحايا، تمنحهم فرصة للتعبير عن دواخلهم التي تنبع من إنسانية بحتة.

يقول عمر إمام:" يحاول مشروعي "عيش، حب، لاجئ" الاقتراب من الحالة النفسية للاجئين السوريين في لبنان، ويبحث حول مدى تأثر العلاقات والأحلام بالصراع والنزوح. يعتبر العمل استحضار مرئي لآلام ورغبات السوريين الذين يكافحون من أجل البقاء في أرضهم الجديدة. كان الأشخاص الذين قابلتهم يعانون من أسوأ الظروف و تخالجهم أسوأ الكوابيس، لكنهم يملكون القوة والرغبة في الاستمرار والعيش بإنسانية."

اختار في هذا المشروع أن يبتكر صور معقدة من خلال توظيف الرمزية والسريالية في محاولة للتعامل مع الحالة النفسية للاجئين، فهو يرغب في "تعطيل" توقعات الجمهور الحتمية عن صور اللاجئين؛ لطرح الأسئلة بدلًا من تقديم إجابات.

يعلّق قائلًا: "بالنسبة لي هذه الطريقة هي أفضل طريقة للتعبير عن تلك التجارب المؤلمة؛ لأنها تمكن المشاهد من تخيل حالات مرعبة ومفرطة في التصوير - لكن غير مرئية - مثل الوضع السوري، وذلك عندما تكون كل قصة ذات صلة هي نسخة عن نسخة عن نسخة. أحب أن أصدم الجمهور دون أن أكون عدوانيًا، لأتجنّب ردود الفعل "المحتملة" والحصول على ردّ فعل مغاير، وأركز بدلًا من ذلك على المنظور الإنساني الأعمق".

عمر إمام (دمشق ، 1979) هو فنان تشكيلي مقيم في أمستردام وخريج أكاديمية ريجكس أكاديمي.

يستخدم إمام في منحوتاته وأفلامه القصيرة وأعماله الفوتوغرافية السخرية والنهج النظري للرد على الحرب وعواقبها وأسبابها. تتأرجح أعماله الفوتوغرافية ما بين التوثيق والتقاط الأحلام التي لا يمكن تصورها تمامًا. تم عرض مشروعه "عيش، حب، لاجئ" في 16 دولة حول العالم. يمثله رسميًا معرض كاثرين إيدلمان.