يغير الزمن المناظر الطبيعية حولنا، فالبشر - سواء كانوا عن علم أم لا – يتركون أثرهم في الأرض التي يقطنونها، لذا يحظى تصوير المناظر الطبيعية ببالغ الأهمية والأثر لدى سيمون. فالمناظر الطبيعية ليست محايدة أبدا، والأرض التي يصورها تحمل بين طياتها الكثير من المعاني، يحاول سيمون ترجمة تلك التفاسير في صوره، وعلينا فك شفرة رموزها.
نحن كبشر على هذا الكوكب نتسبب/ نبتكر/ نغير/ نفسد الأراضي التي نقطنها بأنشطتنا وعاداتنا ورغباتنا. ويعد "كفن" تأمل جادّ في حالة أزمة المناخ التي تؤثر على الأنهار الجليدية في العالم. حيث تعكس السلسلة حجاب الجنازة كإشارة لبقايا محاولات متطرفة لإبطاء الذوبان؛ حين وُضعت بطانيات خاصة فوق الجليد للحفاظ على درجة حرارته المنخفضة وإبطاء اختفائه. تلك النية اليائسة التي كانت ناجحة لفترة وجيزة تحولت الآن إلى صور تصوّر الجاذبية والكآبة. كما تقف مطبوعات كبيرة الحجم كشاهد حزين على محاولة حسنة النية ولكنها فاشلة، تستعرض حلًا ضعيفًا لمشكلة من صنع الإنسان.
هذا ما نفعله نحن البشر، نفسد ثم نخفي أيدينا. نستهلك ثم نحاول إيجاد الحلول. نغير الأماكن والمساحات لمتعتنا أو منفعتنا دون الاعتراف بالآثار الجانبية الكارثية المحتملة.
يبتكر الجمال الدرامي للصور مساحة ذهنية تأملية تسمح لنا بالتفكير في تأثير أفعالنا؛ وأثر قراراتنا على المدى الطويل والآثار الجانبية التي يتركها البشر. بالوعي أو بدونه لا يخلو مرورنا على هذه الأرض من العواقب، في نهاية المطاف تعود لتنقلب تلك العواقب علينا.
سيمون نورفولك (لاغوس، نيجيريا، 1963) يعيش حاليًا ما بين مدينة هوف وكابول، وهو مصور مناظر طبيعية له مسيرة مهنية دامت أكثر من عشرين عامًا تمحورت حول الاحتمالات والمعاني الممتدة لكلمة 'ساحة المعركة' بجميع أشكالها. على هذا الصعيد عهد سيمون على تصوير أسوأ مناطق الحرب وأزمات اللاجئين في العالم، كما يصور أيضًا أجهزة الكمبيوتر العملاقة المستخدمة لتصميم الأنظمة العسكرية أو تجربة إطلاق الصواريخ النووية. فتعكس صوره أثر الوقت في المناظر الطبيعية، وهو ما يجذب في أعماله دومًا.
حصدت أعماله اعترافًا دوليًا واسعًا: فاز بجائزة ديسكفري في ليه رينكونترز دارلز في عام 2005، وجائزة إنفينيتي من المركز الدولي للتصوير الفوتوغرافي في عام 2004، وجائزة النشر الأوروبية لعام 2002. في عام 2003 كانت أعماله ضمن المرشحين لجائزة سيتي بنك - المعروفة الآن باسم جائزة دويتشه بي أوركس، وفي عام 2013 فاز بجائزة لجنة بريكس بيكتيت. كما حاز أيضًا على العديد من صور الصحافة العالمية وجوائز سوني العالمية للتصوير الفوتوغرافي.
يملك سيمون أعمال قائمة على أعمال هامة مثل متحف الفنون الجميلة في هيوستن، وجيتي في لوس انجليس، ومتحف سان فرانسيسكو للفن الحديث، ومركز ويلسون للتصوير الفوتوغرافي ومجموعة السير التون جون. وقد عرض أعماله على نطاق واسع محليًا ودوليًا من برايتون إلى أولان باتور. في عام 2011 كان عمله "بيرك + نورفولك" أحد أوائل عروض التصوير المنفرد على الإطلاق التي وصلت إلى تيت مودرن في لندن.
تعرف على الـ 17 مصورًا المشاركين في الإصدار الأول من كورتونا أون ذا موف العلا: