جمال أسير
متاحف إيطاليا مغلقة و مهجورة منذ فترة، تساءلنا كيف تبدو هذه الأماكن خالية من الزوار؟ ما هو حال الأعمال الفنية دون من يقدرها؟ أتيحت لنا فرصة فريدة لنكون الزوار الوحيدين في بعض المتاحف الأكثر شهرة في إيطاليا. حاولنا من خلال هذه التجربة نفض الغبار عن المتاحف التي تقبع في الظلام الآن وإعادة تعريفها من خلال الضوء. مستكشفين المتاحف اليوم التي تطارد ظلال أولئك الذين زاروها في الماضي.
إن إيطاليا مشبعة بتراث فني هائل وضخم، يزوره السياح من حول العالم فأصبح أحد الموارد الاقتصادية الأساسية للبلاد. لسوء الحظ أدت الجائحة إلى إغلاق مؤلم وتوقف تام للسياحة. من المتوقع في الأشهر المقبلة أن تعود المتاحف وتفتح أبوابها ببطء، لذا شعرنا أن عملنا هذا يمكن أن يكون طريقة مميزة لسرد قصة المتاحف في حالة الإغلاق.
سافرنا البلاد من الشمال إلى الجنوب، وكان شرف أن يسمح لنا بزيارة المتاحف الكلاسيكية مثل المتحف الوطني للآثار في نابولي الذي يضم مجموعة من الآثار المصرية واليونانية وآثار الفن الروماني القديم، كما زرنا المتاحف الأقل شهرة مثل غاليريا إيطاليا في فيتشنزا. أمضينا ساعات في ظل تمثال داوود الذي صنعه مايكل أنجلو والموجود في أكاديمية الفنون في فلورنسا، كما أوقظ فينا رخام كانوفا الأبيض الكثير من الأفكار.
وثّقنا رحلة البحث عن الجمال في الأماكن المغلقة اليوم التي سيعاد فتحها قريبًا. من خلال تصوير المتاحف وهي خالية من الزوار نتيجة تطبيق الاحترازات الصحية للتعامل مع تبعات الجائحة أخذنا على عاتقنا نشر رسالة تدعو لتأمّل الفن من جديد؛ وإيجاد الرسائل العميقة التي يخبئها الفن لكل فرد منا. من المرجح ألًا نعود للتزاحم أمام الجمال كالسابق، لكنه حتمًا بانتظار من يتأمله قريبًا.
ولد باولو وودز عام 1970 (دن هاج، هولندا) وهو من أصل كندي وهولندي. نشأ وترعرع في إيطاليا، عاش في لندن وباريس وهاييتي ويستقر الآن في مدينة فلورنسا. قبل تكريس حياته المهنية للتصوير الفوتوغرافي الوثائقي، أدار باولو وودز معرضًا ومختبرًا للتصوير الفوتوغرافي. كرّس باولو مساره المهني اليوم للمشاريع الطويلة التي تمزج بين التصوير الفوتوغرافي والصحافة الاستقصائية، ثم يتخذ من كل مشروع معرضًا وكتابًا وسلسلة من المنشورات في مجلات الدولية.
تُعرض أعمال باولو بانتظام في المنشورات الدولية الرائدة، كما كان له معارض فردية في فرنسا، والولايات المتحدة، وإيطاليا، وسويسرا، والصين، وإسبانيا، وألمانيا، وهولندا وهاييتي والعديد من المعارض الجماعية حول العالم. تضم صوره مجموعات خاصة وعامة، يُعرض بعضها في متحف إيليس أوتشي، والمكتبة الوطنية الفرنسية، ومتاجر فناك. كما يملك مجموعة خاصة للشيخ سعود آل ثاني، ومجموعة سيرفيس. حصل باولو على جوائز مختلفة، بما في ذلك صورتان صحفيتان عالميتان. باولو هو المؤسس المشارك لدار ريفربوم - وهي دار نشر جماعية تستكشف حدود لغة التصوير الفوتوغرافي. كما يعمل الآن على أول فيلم وثائقي له بعنوان "حبوب سعيدة"، شارك في إخراجه مع أرنو روبرت.
غابرييل غاليمبرتي - مواليد عام 1977 في أريتسو، إيطاليا - وهو مصور إيطالي يعيش في كثير من الأحيان على متن الطائرات وأحيانا في فال دي تشيانا في محافظة توسكانا حيث ولد ونشأ. أمضى غابرييل السنوات القليلة الماضية في العمل على مشاريع التصوير الفوتوغرافي الوثائقي طويلة المدى في جميع أنحاء العالم، تحول بعضها إلى كتب مثل "قصص لعبة"، و"في مطبخها"، و"أريكتي هي أريكتك" و"السماوات". تنطوي وظيفة غابرييل بشكل أساسي على سرد قصص الناس في جميع أنحاء العالم من خلال الصور والقصص القصيرة، حيث يسلط الضوء على مزاياهم واختلافاتهم.
يسافر غابرييل حاليا حول العالم، ويعمل في مشاريع فردية ومشتركة، بالإضافة إلى مهام خاصة للمجلات والصحف الدولية مثل ناشيونال جيوغرافيك، وصحيفة صنداي تايمز، وستيرن، وجيو، ولوموند، ولا ريبوبليكا، وماري كلير.
عرضت صور غابرييل في الكثير من العروض حول العالم، مثل مهرجان صور فيفي الشهير في سويسرا، ولو رينكونترز دي لا فوتوغرافي (دي آرل) ومتحف في آند إيه الشهير في لندن؛ وقد فازوا بجائزة مهرجان فوتوليجيندو في روما وجائزة أفضل عرض في مهرجان نيويورك للتصوير الفوتوغرافي. أصبح غابرييل مصور محترف في ناشيونال جيوغرافيك ويعمل بانتظام في التقاط صور للمجلة الشهيرة.
تعرف على الـ 17 مصورًا المشاركين في الإصدار الأول من كورتونا أون ذا موف العلا: